صعود الأسهم الأوروبية بدعم أرباح الشركات وارتفاع عوائد السندات

شهدت أسواق الأسهم الأوروبية انتعاشًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء، مدفوعة بالنتائج المالية المشجعة للشركات، بالإضافة إلى المكاسب التي حققتها أسهم القطاع المصرفي. تزامن هذا الارتفاع مع تسجيل عوائد السندات الحكومية مستويات قياسية جديدة، وسط ترقب لزيادات أسرع في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية في مسعى للسيطرة على التضخم المتصاعد.
أنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 0.5%، ليعوض بذلك الانخفاض الحاد الذي شهده في الجلسة السابقة.
تصدرت أسهم شركات النفط والغاز قائمة الرابحين بين القطاعات الأوروبية، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 4.1%، وذلك بفضل القفزة الكبيرة التي حققتها أسهم شركة (بي بي) بنسبة 5.8%. وقد ساهم الأداء التشغيلي القوي للشركة، مدعومًا بالأسعار المرتفعة للنفط والغاز، في تعزيز قدرة شركة الطاقة البريطانية على زيادة عمليات إعادة شراء الأسهم.
كما شهدت القطاعات الحساسة للنمو الاقتصادي، مثل البنوك وصناعة السيارات، ارتفاعًا ملحوظًا بنحو اثنين بالمئة لكل منهما، مما قاد المكاسب المبكرة في جلسة اليوم. وتزامن ذلك مع وصول عوائد السندات الألمانية لأجل عشر سنوات إلى مستوى واحد بالمئة، وهو الأعلى منذ يونيو (حزيران) 2015.
وفي الليلة الماضية، لامست عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات مستوى ثلاثة بالمئة للمرة الأولى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2018، وذلك قبيل اختتام اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي غدًا الأربعاء، والذي من المتوقع أن يشهد رفعًا لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل صانعي السياسة النقدية، بهدف كبح جماح التضخم المتزايد.
يذكر أن الأسهم الأوروبية قد سلكت مسارًا مضطربًا خلال شهر أبريل، حيث أثارت المخاوف بشأن التشديد النقدي القوي وعمليات الإغلاق في الصين المرتبطة بـ (كوفيد-19)، بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا، مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي حاد.